Saturday, March 12, 2022

إحباطات قصيرة متقطعة


أنا مُحبَط...
مُحبَط بس..

خلال ٦ سنين وطيت سقف طموحى واحدة واحدة لدرجة انى صحيت لقيتنى بحاول أبقى كل حاجة بكرهها...
لقيتنى عاوز أبقى راضى..
مستقر..
لقيتنى هبقى راضى جداً بالاستقرار!

ولا أحلام ولا طموحات ولا استراتيچيات لتجنب خوازيق مستقبلية قد تؤثر سلباً على أهدافى اللى كنت عاوز احققها قبل سن الأربعين ولا أىّ خرا من ده...

أخيراً اتهدّيت للدرجة اللى تخلينى اقول ان قمة طموحى تبقى أيّامى الباقية شبه بعضها..
مش مهم حلوة او وحشة..
مش مهم اقضيها فى البيت أو الشغل او السجن او حتّى الشارع، المهم تبقى رتيبة ومملة..
الرتابة والملل هما قمة الراحة والأمان بالنسبالى حالياً.

الموت بقى فكرة لطيفة ومقبولة ومُرحَّب بيه فى أى وقت...
لأ مش بفكر فى الانتحار....
أو جايز بفكر..
كتير بصراحة بفكر..
بفكر فى طرق مبتكرة فعالة تنهى الموضوع فى أقصر وقت وبدون احتمالية للنجاة...
لكن عمرى ما هنتحر فعلاً لأنى جبان وثقتى منعدمة تماماً فى نفسى وفى ذكائى وحساباتى وتقديرى للاُمور..
عمرى ما هنتحر بسبب رُعبى من فكرة فشل المحاولة. ممكن يحصل عجز أو إعاقة يمنعونى من تكرار المحاولة ويبقى الوضع أسوأ بكتير...

للأسف الطب بيتقدم كل دقيقة...
وللأسف مافيش اكتر من الناس الأنانية اللى ممكن تاخدنى على أقرب مستشفى ويعملوا المستحيل عشان أعيش...
هايعملوا المستحيل عشان أعيش لأنهم مش عاوزين يشوفوا حد بيرتاح وهمّا لسّة مش لاقيين مهرب من الشقاء اللى هما فيه!
غالباً عشان كده لما حد بيموتلهم فى حادثة أو ينام مايصحاش أو يبقى عنده ٩٧ سنة وتفشل كل محاولاتهم لعلاج المليون مرض اللى عنده بيقولوا انه ياعينى "اتخطف"..

لذلك قررت استنى الموت هو اللى ييجى..
مش هروحله برجلى، بس مش هاهرب لو جالى...
بحاول بس تكون فترة انتظارى للموت عادية قدر الإمكان...
مش عاوز صداع اكتر من اللى عندى..
مش عاوز مشاكل زيادة عن اللى انا فيها.
مش عاوز تعقيدات.
مش عاوز أفكر.
مش عاوز اعرف ناس اكتر ولا ابقى لوحدى اكتر.

حتى الحب مابقيتش عاوزه بنفس المفهوم...
واحدة جميلة قالتلى: علاقاتك هاتفضل تفشل لأن طريقة اختيارك غلط..
قالتلى حب اللى تحبك، مش اللى تعجبك.
بس للأسف قالتها متأخر..
بعد ما كل اللى عجبونى خذلونى وشوهونى وحولونى لحاجة ماسخة ماتتحبش!

حالياً الحب اللى عاوزه يتلخص فى حاجة واحدة...
الوجود..
حد يكون موجود فى حياتى..
نتعود على بعض ونبقى فاهمين بعض ونحترم صمت بعض لما نسكت ونسمع لبعض من غير ما نشغل بالنا بالحلول والردود لما نتكلم.
مش مهم مسمى العلاقة.
ومش مهم علاقة أصلاً...
المهم نبقى موجودين!

بكتب الكلام ده فى توقيت زى الخرا كالعادة..
كل مرة بكتب فيها بكون فى حالة أسوأ من المرة اللى قبلها.
المرة دى بكتب عشان حاسس إنّى مجرد بنزين بيتحرق..
بيتحرق عشان حد جميل..
الحد ده بيطبطب ويديك شوية أمان ويصدرلك إحساس مزور بشياكة مُفاده ان كل حاجة هاتبقى زى الفل...
مجرد مكاركة مع وساخة التانك والدعاء لعل القصور الذاتى يكفينا لحد ما نحضَّن عشان خلاص مابقاش فيه حيل نزُق..

بس المرة دى مافيش ندم...
يمكن شوية إحباط، لكن مش ندم لأ...
المرة دى بتحرق بحُب..
المرة دى لو اتحرقت - حرفياً مش مجازاً - هبقى مبسوط..
وهبقى مبسوط أكتر لو لحقنا نحضَّن بأمان عشان أنا على قدر من الوعى يادوبك يسمحلى أستوعب إننا كلنا خلاص....
مافيناش حيل نزُق!